فصل: الفرق بين الضيق والحرج:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفرق بين النجم والكوكب:

أن الكوكب اسم للكبير من النجوم وكوكب كل شيء معظمه والنجم عام في صغيرها وكبيرها ويجوز أن يقال الكواكب هي الثوابت ومنه يقال فيه كوكب من ذهب أو فضة لأنه ثابت لا يزول والنجم الذي يطلع منها ويغرب ولهذا قيل للمنجم منجم لأنه ينظر في يطلع منها ولا يقال له مكوكب.

.الفرق بين الأفول والغيوب:

أن الأفول هو غيرب الشيء وراء الشيء ولهذا يقال أفل النجم لأنه يغيب وراءا جهة الأرض والفيوب يكون في ذلك وفي غيره ألا ترى أنك تقول غاب الرجل إذا ذهب عن البصر وإن لم يستعمل إلا في الشمس والقمر والنجوم والغيوب يستعلم في كل شيء هذا أيضا فرق بين.

.الفرق بين الزلزلة والرجفة:

أن الرجفة الزلزلة العظيمة ولهذا يقال زلزت الأرض زلزلة خفيفة ولا يقال رجعت إلا إذا زلزلت زلزلة وسميت زلزلة الساعة رجفة لذلك ومنه الإرجاف وهو الإخبار باضطراب أمر الرجل ورجف الشيء إذا اضطرب يقال رجفت منه إذا تقلقلت.

.الفرق بين السلخ والإخراج:

أن السلخ هو إخراج ظرف أو ما يكون بمنزلة الظرف له والاخراج عام في كل شيء هو الإزلاة من محيط أو ما يجري مجرى المحيط.

.الفرق بين الخلط واللبس:

أن اللبس يستعمل في الأعراض مثل الحق والباطل وما يجري مجراها وتقول في الكلام لبس والخلط يستعمل في العرض والجسم فتقول خلطت الأمرين ولبستهما وخلطت النوعين من المتاع ولا يقال لبستهما وحد اللبس منع اللنفس من ادراك المعنى بما هو كالستر له وقلنا ذلك لأن أصل الكلمة الستر.

.الفرق بين الرجوع والفيء:

أن الفيء هو الرجوع من قرب ومنه قوله تعالى: {فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم} يعني الرجوع ليس ببعيد ومنه سمي مال المشركين فيئا لذلك كأنه فاء من جانب إلى جانب.

.الفرق بين قولك هو قمين به وقولك هو حري به وخليق به وجدير به:

أن القمين يقتضي مقاربة الشيء والدنو منه حتى يرجى تحققه ولذلك قيل خبر قمين غذا بدا يكرج كأنه دنا من الفساد ويقال للقودح الذي تتخذ منه الكوامخ القمن وقولك حري به يقتضي أنه مأواه فهو أبلغ من القمين ومن ثم قيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها الحرى وإذا رجا الإنسان أمرا وطلبه قيل تحراه كأنه طلب مستقره ومأواه ومنه قول الشاعر من الطويل:
فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى ** وإن يك إقراف فمن قبل الفحل

وأما خليق به بين الخلافة فمعناه أن ذلك مقدر فيه وأصل الخلق التقدير وأما قولهم جدير به فمعناه أن ذلك يرتفع من جهته ويظهر من قولك جدر الجدار إذا بني وارتفع ومنه سمي الحائط جدارا.

.الفرق بين اللمس والمس:

أن اللمس يكون باليد خاصة ليعرف اللين من الخشونة والحرارة من البرودة والمس باليد وبالحجر وغير ذلك ولا يقتضي أن يكون باليد ولهذا قال تعالى: {مستهم البأساء} وقال: {وإن يمسسك الله بضر} ولم يقل يلمسك.

.الفرق بين الرجوع والإياب:

هو الرجوع إلى منتهى المقصد والرجوع يكون لذلك ولغيره ألا ترى أنه يقال رجع إلى بعض الطريق ولا يقال آب إلى بعض الطريق ولكن يقال إن حصل في المنزل ولهذا قال أهل اللغة التأويب أن يمضي الرجل في حاجته ثم يعود فيثبت في منزلة وقال أبو حاتم رحمه الله التأويب أن يسير النهار أجمع ليكون عند الليل في منزلة وأنشد من البسيط:
البايتون قرييبا من بيوتهم ** ولو يشاءون أبوا الحي أو طرقوا

وهذا يدل على أن الاياب الرجوع إلى منتهى القصد ولهذا قال تعالى: {إن إلينا إيابهم} كأن القيامة منتهى قصدهم لأنهم لا منزلة بعدها.

.الفرق بين الرجوع والانقلاب:

أن الرجوع هو المصير إلى الموضع الذي قد كان فيه قبل والانقلاب المصير إلى نقيض ما كان فيه قبل ويوضح ذلك قولك انقلب الطين فأما رجوعه خزفا فلا يصح لأنه لم يكن قبل خزفا.

.الفرق بين الرجوع والإنابة:

أن الإنابة الرجوع إلى الطاعة فلا يقال لمن رجع إلى معصية إنه أناب والمنيب اسم مدح كالمؤمن والمتقي.

.الفرق بين الهدي والبدنة:

أن البدن ما تبدن من الإبل أي تسمن يقال بدنت الناقة إذا سمنتها وبدن الرجل سمن ثم كثر ذلك حتى سميت الإبل بدنا مهزولة كانت أو سمينة فالبدنة اسم يختص به البعير إلا أن البقرة لما صارت في الشريعة في حكم البدنة اسم يختص به البعير إلا أن البقرة لما صارت في الشريعة في حكم البدنة قامت مقامها وذلك أن النبي قال البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة فصار البقر في حكم البدن ولذلك كن يقلد البقرة كتقليد البدنة في حال وقوع الإحرام بها لسايقها ولا يقلد غيرها والهدي يكون من الإبل والبقر والغنم ولا تكون البدنة من الغنم والبدنة لا يقتض إهداؤها غلى موضع والهدي يقتضي اهداؤه إلى موضع لقوله تعالى: {هديا بالغ الكعبة} فجعل بلوغ الكعبة من صفة الهدي فمن قال علي بدنه جاز له نحرها بغير مكة وهو كقوله علي جزور ومن قال علي هدي لم يجز أن يذبحه إلا بمكة وهذا قول جماعة من التابعين وبه قال أبو حنيفة ومحمد رحمهم الله وقال غيرهم إذا قال علي بدنه أو هدي فبمكة وإذا قال جزور فحيث يرى وهو قول أبي يوسف.

.الفرق بين قولك حاق به وقولك نزل به:

أن النزول عام في كل شيء يقال نزل بالمكان ونزل به الضيف ونزل به الكروه ولا يقال حاق إلا في نزول المكروه فقط تقول حاق به المكروه يحيق حيقا وحيوقا ومنه قوله تعالى: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} يعين العذاب لأنهم كانوا إذا ذكر لهم العذاب استهزأوا به وأراد جزاء استهزائهم وقيل أصل حاق حق لأن المضاعف قد يقلب إلى حرق علة نحو قول الراجز من مشطور الرجز:
تقضي البازي إذا البازي كسر

وهذا حسن في تأويل الآية فيه معنى الخبر الذي أتت به الرسل.

.الفرق بين الضيق والحرج:

أن الحرج ضيق لا منفذ فيه مأخوذ من الحرجة وهي الشجر الملتف حتى لا يمكن الدخول فيه ولا الخروج ممه ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى: {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت} أي شكا لأن الشاك في الأمر لا ينفذ فيه ومثله: {فلا يكن في صدرك حرج منه} وليس كل ما خاطب به النبيَالمؤمنين أرادهم به ألا ترى إلى قوله: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} والقصاص في العمد فكأنه أثبت لهم الإيمان مع قتل العمد وقتل العمد يبطل الإيمان وإنما أراد أن يعلمهم الحكم في من يستوجب ذلك ونحوه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} وقد تكلمنا في هذا الحرف في كتاب تصحيح الوجوه والنظائر بأكثر من هذا ومما قلنا قال بعض المفسرين في قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين حرج} إنه أراد ضيقا لا مخرج منه وذلكت أنه يتخلص من الذنب بالتوبة فالتوبة مخرج وترك ما يصعب فعله على الإنسان بالرخص ويحتج به في ما اختلف فيه من الحوادث إن ما أدى إلى الضيق فهو وما أوجب فهو أولى.

.الفرق بين المحق والإذهاب:

أن المحق يكون للأشياء ولا يكون في الشيء الواحد يقال محق الدنانير ولا يقال محق الدينار إذا أذهبه بعينه ولكن تقول محق الدينار إذا أردت قيمته من الورق فأما قوله تعالى: {يمحق الله الربا} فأنه أراد أن ثواب عاملة يمحق والثواب أشياء كثيرة والشاهد قوله تعالى: {ويربي الصدقات} ليس أنه يربي نفسها وإنما يربي ثوابها فلذلك يمحق ثواب فاعل الربا ونحن نعلم أنا المال يزيد بالربا في العاجل.

.الفرق بين الوضعية والخسران:

أن الوضيعة ذهاب راس المال ولا يقال لمن ذهب ماله كله قد وضع والشاهد أنه من الوضع خلاف الرفع والشيء إذا وضع لم يذهب وإنما قيل وضع الرجل على الاختصار والمعنى أن التجارة وضعت من رأس ماله وإذا نفد ماله وضع لأن الوضع ضد الرفع والخسران ذهاب رأس المال كله ثم كثر حتى سمي ذهاب بعض رأس المال خسرانا وقل الله تعالى: {خسروا أنفسهم} لأنهم عدموا الانتفاع فكأنها هلكت وذهبت أصلا فلم يقدر منها على شيء وأصل الخسران في العربية الهلاك.

.الفرق بين المضي والذهاب:

أن المضي خلاف الاستقبال ولذا يقال ماض ومستقبل وليس كذلك الذهاب ثم كثر حتى استعمل أحدهما في موضع الآخر وقال علي بن عيسى قبل نقيض بعد ونظيرهما من المكان خلف وأمام فقيل في ما مضى قبل وفي ما يأتي بعد ويقال المستقبل والماضي.

.الفرق بين الإقبال والمضي والمجيء:

أن الإقبال الإتيان من قبل الوجه والمجيء إتيان من أي وجه كان.

.الفرق بين قولك جئته وجئت إليه:

أن في قولك جئت إليه معنى الغاية من أجل دخول إلى وجئته قصدته بمجيء وإذا لم تعده لم يكن فيه دلالة على القصد كقولك جاء المطر.

.الفرق بين المقاربة والملاقاة:

أن الشيئين يتقاربان وبينهما حاجز يقال التقى الحدان والفارسان والملاقاة أيضا أصلها أن تكون من قدام ألا ترى أنه لا يقال لقيته من خلفه وقيل اللقاء اجتماع الشيء مع الشيء على طريق المقاربة وكذلك يصح اجتماع عرضين في المحل ولا يصح التقاؤهما وقيل اللقاء يقتضي الحجاب يقال احتجب عنه ثم لقيه وأما المصادقة فأصلها أن تكون من جانب والصدفان جانبا الوادي ومنه قوله تعالى: {إذا ساوى بين الصدفين}.

.الفرق بين الندى والمجلس والمقامة:

أن الندي هو المجلس للأهل ومن ثم قيل هو أنطقهم في الندي ولا يقال في المجلس إذا خلا من أهله ندي وقد تنادى القوم إذا تجالسوا في الندى والمقامة بالضم المجلس يؤكل فيه ويشرب والمقامة بالفتح المجلس الذي يتحدث فيه والمقامة بالفتح أيضا الجماعة وأما المقام فالإقامة والمقام بالفتح مصدر قام يقوم مقاما والمقام أيضا موضع القيام.

.الفرق بين أقام بالمكان وغني بالمكان:

أن معنى قولك: غني بالمكان يغنى أنه أقام به إقامة مستغن به عن غيره وليس في الإقامة هذا المعنى.

.الفرق بين العكوف والإقامة:

أن العكوف هو الإقبال على الشيء والاحتباس فيه ومنه الراجز من مشطور الرجز:
باتت تبيا حوضها عكوفا

ومنه الاعكتاف لأن صاحبه مقبل عليه يحبس ليه غير مشتغل بغير والإقامة لا تقضي ذلك.

.الفرق بين المجلس والمحفل:

أن المحف وهو المجلس الممتلىء من الناس من قولهم ضرع حافل إذا كان ممتلئا.

.الفرق بين الدنو والقرب:

أن الدنو لا يكون إلا في المسافة بين شيئين تقول داره دانية ومزاوره دان والقرب عام في ذلك وفي غيره تقول قلوبنا تتقارب ولا تقول تتدانى وتقول هو قريب بقلبه ولا يقال دان بقلبه إلا على بعد.

.الفرق بين قولك طل دمه وقولك أهدي دمه:

أن قولك طل دمه معنا أنه بطل ولم يطلب به ويقال طل القتيل نفسه وطله فلان إذا أبطله وأما أهدر فهو أن يبيحه السلطان أو غيره وقد هدر الدم هدرا وهو هادر كأنه مأخوذ من قولك هدر الشيء إذا على وفار وكذالك هدر الحمامة وهو ما دام ولج صوته بمنزلة غليان القدر يقال للمستقتل من الناس قد هدر دمه.

.الفرق بين الظل والفيء:

أن الظل يكون ليلا ونهارا ولا يكون الفيء بالنهار وهو ما فاء من جانب أي وجع والفيء الرجوع ويقال الفيء التبع لأنه يتبع الشمس وإذا ارتفعت الشمس إلى موضع المقال من ساق الشجرة قد عقل الظل.

.الفرق بين الوسط والوسط:

أن الوسط لا يكون إلا ظرفا تقول قعدت وسط القوم وثوبي وسط الثياب وإنما تخبر عن شيء فيه والثوب وليس به فإذا حركت السين كما اسما وكان بمعنى بعض الشيء تقول وسط رأسه صلب فترفع لأنك إنما تخبر عن بعض الرأس لا عين شيء فه والوسط أسم الشيء لاذي في وسط القوم ولا يقال قعدت في وسط القوم كما لا يقال قعدت في بين القوم كما أن بين لا يدخل عليه في فكذلك لا تدخل ما أدى عنه بين.

.الفرق بين قولك بين وسط:

أن الوس يضاف إلى الشيء الواحد وبين تضاف إلى شيئين فصاعدا لأنه من البينونة تقول قعدت وسط الدار ولا يقال قعدت بين الدارين أي حيث تباين إحداهما صاصبتها وقعدت بين القوم أي حيث يتباينوا من المكان والوسط يقتضي اعتدال الأطراف إليه ولهذا قيل الوسط العدل في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}.

.الفرق بين الطلوع والبزوغ والشروق:

أن البزوع أول الطلوع ولهذا قال تعالى: {فلما رأى الشمس بازغة} أي لما رآها في أول أحوال طلوعها تفكر فيه فوقع له أنه ليست بإله ولهذا سمي الشرط تزيعا لأنه شق خفي كانه أول الشق بزغ قوائم الدابة إذا شرطها ليبرز الدم والشروق الطلوع تقول طلعت ولا يقال شرق الرجل كما يقال طلع الرجل فالطلوع أعم.